- الأحد، 29 مارس 2015 08:44
- كتب بواسطة: adminkw
فيصل يوسف العلي :
إن من أعظم الطاعات، ملازمة الجمعة والجماعات، وبناء المساجد، المُعدَّة للراكع والساجد، وعبادة الرب المعبود الواحد، وصونها من الأذى، وتنزيهها من اللغط والبذاء، والمحافظة على الصلاة بها في كل حين، كما هو دأب عباد الله الصالحين.
فقد قال خير الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح»، والاجتهاد على بنائها من المال الحلال تقربًا إلى ذي الجلال، فقد قال النبي ص المرشدُ إلى العمل بالكتاب والسنة: «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة»، فطوبى لمن بنى المساجد بالنية الصالحة، ورأى الإخلاص فيها من الأعمال الناجحة، الموضوعة غداً في الموازين الراجحة، وهذه سعادة عظيمة، وموهبة كريمة، مخصوصة بمن عظّم هذا الدين، والدليل على ذلك قول رب العالمين:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة: 18(
وأحاديث الترغيب في بنائها كثيرة، ولباعث العزم عليها مثيرة، فالمساجد هي بيوت الله تبارك وتعالى التي يُفرد فيها سبحانه بالعبادة، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن: 18)، وهي مهابط الأنوار، ومجالس الأخيار، ومنازل المتقين الأبرار، وكهف العُباد، وعصمة للبلاد من الضلال والفساد، ومنارة الهدى والرشاد، مزار العارفين، وملاذ الراكعين والساجدين، وملجأ المهتدين والسالكين، هي ركن المسلم الرشيد، وراحة القلب المريد، ونور وضياء لمن أراد أن يستفيد، إنها تهدي القلوب، وتُفرِّج الكروب، وتقرّب إلى علام الغيوب، ومن دخلها كان آمنًا، ومن قصدها كان راشدًا، ومن أوى إليها كان سالكًا، ومن يعتصم بحبلها فقد هُدي إلى صراط مستقيم.
كيف لا يكون للمساجد هذا الإجلال، ولِمَ لا يكون لها هذا الشرف والإقبال، ومن فوق مناراتها يؤذِّن خلفاءُ بلال، ينادون إلى الهدى والصلاح، الله أكبر، الله أكبر.. حي على الصلاة، حي على الفلاح.