✍ أسماء مصطفى إسماعيل – كاتبة شابة: 

الحياة أقصر من أن نلجأ فيها لابتكار الكذب كي نخدع شخصًا أو نفتك بصداقة دامت فترة ما من الزمن لعرض زائل من أمور الدنيا.

فهل يتسع العمر للتراجع عن أخطائنا والتوبة منها؟ وماذا حصدنا من وراء هذه الخطايا.. الواقع أننا لم نحصد سوى انعدام الاحترام للذات.. يمر أحدنا إلى جوار صديقه ولا يجرؤ على النظر في عينيه.. لا يدري إن كان قد سامحه على ما اقترفه بحقه أم لا؟ بينما الحياة فانية ذاهبة آفلة لا تستحق أن يتجبر أحدنا على ضعيف بقوته، أو أن يستلب منه ما لا يحق له.

ماذا في حياتك يستحق أن تتجبر على ضعيف وتظلمه ولا يجرؤ على الانتصار لنفسه؟ ولا يجد ملاذًا سوى أن يرفع يداه إلى رب السماء داعيًا رفع الظلم عنه، والانتصار له.

بأي مبرر سيسوغ أحدنا لنفسه أمام الجبار المقتدر ظلم غيره في دنيا فانية.. متى ندرك أن الحياة أقصر من أن ندع أعمارنا تفنى في مظالم؟ من يضمن لنا أن هذا الذي ظلمناه يومًا سيسامحنا أمام الحكم العدل؟

العاقل من لا يدع نفسه يقع في الظلم والخطايا، وإن وقع فهو يبادر لتصحيح عيوبه وخطاياه دون تسويف أو تأجيل، فيحرص على رد المظالم إلى أهلها في أقرب وقت، وأن يستسمح من أخطأ بحقهم في الدنيا قبل أن يتعلقوا بعنقه في الآخرة، ويأخذوا من حسناته ويضعوا عليه من سيئاتهم فيصبح مفلسًا بلا حسنات.

يجب أن نحتاط من تلك اللحظة التي لا مجال للعمل بعدها.. علينا أن نعمل عقولنا في مرضاة الله، لا نظلم، لا نسرق، لا نتكبر، لا نغتر بما لدينا أو ما وهبنا الله به من علم أو فكر أو مال، بل يجب أن نسخر كل ذلك ابتغاء مرضاة الله.

ومهما بلغ الإنسان من مناصب، عليه أن يسخرها في طاعة الله وخدمة العباد لا أن يظلمهم ويسيء إليهم.. فهذا في حقيقته ظلم للنفس قبل أن يكون ظلم للآخرين.

لا تجعلوا المناصب توقعكم في الفتن والمظالم والمهالك.. اجعلوها سبيلا يقربكم إلى الله، حتى لا تجركم إلى الخسران المبين، اعقلوا وأدركوا تنجوا بإذن الله.

 

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"