الإثنين، 16 سبتمبر 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

الدكتور أحمد زكي عاكف وتأديب العلم

د. محمود صالح البيلي - دكتوراه في الأدب والنقد: قيض الله سبحانه وتعالى للعربية من الكتاب من جمع ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

بقلم رئيس التحرير فهد محمد الخزي:

في مطلع هذا العام الوليد - جعله الله عام خير وعز وتمكين - لا بد أن نعيش الأمل والتفاؤل؛ فينبغي ألا يحمل ما تعانيه الأمة من مآس ونكبات وملمات، لا ينبغي أن يحمل ذلك على الإحباط واليأس والبكاء على الأيام الخوالي {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف (۸۷) .

فليس أنجع في ساعات اليأس والقنوط من إعمال الأمل والتفاؤل، فالأمل يخفف عناء العمل، وتتدفق به روح العزيمة، وتتألق بالتفاؤل نسمات النبوغ وبواعث الثقة والتحدي.

إننا ونحن نقرأ تاريخنا المشرق لندرك كيف كانت أحداث الهجرة ووقائعها الجسام نقطة تحول كبرى، ليس في تاريخ الأمة الإسلامية فحسب، بل في تاريخ البشرية قاطبة، ونرى كيف كانت وقائعها منعطفا مهما غيّر مجرى التاريخ الإنساني برمته ونعلم كيف أرست أحداثها مبادئ الحق والعدل والأمن والسلام، وكم رسخت وقائعها منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا من الزمان مضامين الحوار الحضاري الذي ينادي به العالم اليوم.

إن حب الوطن غريزة فطر عليها كل مخلوق، ومفارقة الوطن تترك في النفس اضطرابا مهما كانت الغاية من مفارقته، والإنسان عندما يفارق وطنه على أمل العودة يعلل نفسه بأنس اللقاء بعد الفراق، أما إذا لم يكن له أمل في العودة، فإنه يرى كل شيء بعين اليائس.. نعم، ليس هذا الشعور وذلك الإحساس مما يلام عليه الإنسان لأنه جبلة خلق الإنسان بها، وإنما يلام عليه إذا أقعده عن واجب، وحال بينه وبين معالي الأمور.

لقد اختار الله سبحانه مكة لتكون محل بيته العتيق، وجعلها حرما آمنا، ففي رحابها يأمن الخائف، وبين جنباتها يجد الحائر السكينة، وإن تركها والهجرة منها أمر ثقيل على النفوس، قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءَامِنًا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِٱلْبَٰطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت: ٦٧).

فالهجرة أسلوب من أساليب نشر الدعوة، وطريقة للمحافظة عليها، ولهذا كانت الهجرة سبيل الأنبياء من قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرتادون فيها الأرض الخصبة التي تحتضن الدعوة، ويبحثون أثناءها عن البذور الطيبة الصالحة للإنبات. فإبراهيم عليه السلام يبرز دعوة التوحيد فيحاربه قومه، فيترك بلده الذي ضاق به، ويودع أهله الذين تآمروا عليه ويهاجر إلى ربه، وقد وصف القرآن هجرته بقوله سبحانه: (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ * وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الصافات: ۹۸-۹۹).

إن استهلال عام هجري جديد يذكرنا بحدثين جليلين يبعثان في النفس التفاؤل والأمل، وكان فيهما نصر وتمكين، وعز للأنبياء والمرسلين والمؤمنين وغيّرا مجرى التاريخ.. أولهما: يوم عاشوراء ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، ففرحت الأمة بنصر الله وتمكينه، وثانيهما: هجرته صلى الله عليه وسلم، هذا الحدث الذي تفرح القلوب بذكره؛ حيث كان حدثا فارقا في تاريخ البشرية جمعاء، لذا جعله الفاروق عمر بداية التاريخ الإسلامي المجيد.

وختاما:فإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرة صحابته رضوان الله عليهم ما كانت إلا على أساس ثابت قائم على محبة الله تعالى ورضوانه، فأثبتوا للدنيا أنهم هاجروا لدينهم ولعقيدتهم، وليس للأهواء ولا للعصبيات؛ بل هو الهدف السامي القائم على العقيدة الصافية الصادقة، هذا الهدف الذي ينبغي لكل مسلم أن يستمد منه القوة في الفكر والعمل لينهض بأهدافه التي تحقق الأمن في مجتمعه ووطنه.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

تربية إبداعية لأبنائك.. كيف؟

رويدا محمد - كاتبة وباحثة تربوية: يعرف الإبداع بأنه النشاط الإنساني المختلف عن المألوف، والذي يؤدي ...

"تمكين التعليم والحياة لذوي الاحتياجات الخاصة".. سلسلة علمية للدكتور أسامة هنداوي

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس: تأتي سلسلة "تمكين التعليم والحياة لذوي الاحتياجات الخاصة" ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال