الإثنين، 16 سبتمبر 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

الدكتور أحمد زكي عاكف وتأديب العلم

د. محمود صالح البيلي - دكتوراه في الأدب والنقد: قيض الله سبحانه وتعالى للعربية من الكتاب من جمع ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

287 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

20021252216

فيصل يوسف العلي :

 خلق الله الإنسان وعلمه البيان، ووهب له العقل ليعقل عن ربه ما شرعه وأبان، وجعله متميزا بالتكليف والأمانة، والحرية والكرامة.. وإن كرامة الإنسان وحريته هما أعز مقومات وجوده، بل مصدر قوته وعزته وافتخاره، فالإنسان هو ذلك المخلوق المكرّم على سائر المخلوقات، وقد شرفه الله بالخلافة على هذه الأرض.

 ولقد جاء الإسلام ليقرر الحقوق والحريات، وكفلها للجميع بدون تمييز. وهي حقوق ثابتة لا غنى عنها، وميزتها أنها منح إلهية. والحرية من صميم الحياة الإنسانية، وقد حفظها الإسلام لكل فرد، على أن لا يَمسّ حقوق الآخرين، أو يخل بقانون النظام العام، لأن الحرية في الأصل ليست مطلقة، وإنما هي قدرة الفرد على ممارسة أي عمل لا يضر الآخرين، فهي مقيدة.

والحرية أنواع، حرية الاعتقاد والفكر والقول والرأي والتملك والاجتماع.

فالإنسان في نظر الإسلام سيد هذا الكون، والمخلوق المدلل المخدوم {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (لقمان:20). وإن الحريات المقررة هي الضمان لاستقرار الدين ونمائه وازدهاره، وفي نفس الوقت الذي أطلق فيه الإسلام حرية الفكر قيَّد حرية الشهوة، ووضع لها الضوابط، وراقب سير الغرائز، وأقام لها الحدود والتكاليف.

وإن العالم إذا كان قد أصابه خير فمن حرية العقل والنظر، وإذا كان قد مسه ضرّ فمن حرية الهوى والعبث، ولا يجوز أن نخلط بين الحريتين، فعلى دعاة الحرية أن يفرقوا بين الأمرين، وأن يميزوا بين المنهجين.

ولكن الحرية التي ينادي بها المعتدلون، ويكرهها المعتدون، هي حرية النقد البناء، وحرية النصح والتقويم، وحرية مقاومة الحجة بالحجة، لا الاضطهاد والاعتداء والتشويه والقمع، فالحرية صدى الفطرة ومعنى الحياة، والإنسان يشعر بأن كل ذرة من كيانه تنشدها وتهفو إليها، وكما برأ الخالق الحكيم لكل جارحة أو حاسة وظيفتها التي تعتبر امتدادا لوجودها، خلق الإنسان ليُعَزّ لا ليذل، ويكرم لا ليهان، وليفكر بعقله ويهوى بقلبه.. فقد خلق الله الإنسان، وسخر له الكون، ليكون خليفة الله في الأرض.. فالإنسان الحر حقا: هو الشخص الذي تتجلى فيه المعاني الإنسانية العالية، التي يعلو بها عن سفساف الأمور ويتجه إلى معاليها، ويضبط نفسه، فلا تنطلق أهواؤه، ولا يكون عبدا لشهواته.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

تربية إبداعية لأبنائك.. كيف؟

رويدا محمد - كاتبة وباحثة تربوية: يعرف الإبداع بأنه النشاط الإنساني المختلف عن المألوف، والذي يؤدي ...

"تمكين التعليم والحياة لذوي الاحتياجات الخاصة".. سلسلة علمية للدكتور أسامة هنداوي

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس: تأتي سلسلة "تمكين التعليم والحياة لذوي الاحتياجات الخاصة" ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال